نظرة إسرائيلية.. مؤرخ عبرى معتدل يتحدث عن التواريخ الثلاثة الأكثر تأثيرا فى تاريخ الصراع العربى- الإسرائيلى
صفحة 1 من اصل 1
نظرة إسرائيلية.. مؤرخ عبرى معتدل يتحدث عن التواريخ الثلاثة الأكثر تأثيرا فى تاريخ الصراع العربى- الإسرائيلى
نظرة إسرائيلية.. مؤرخ عبرى معتدل يتحدث عن التواريخ الثلاثة الأكثر تأثيرا فى تاريخ الصراع العربى- الإسرائيلى
يوصف الصراع العربى الإسرائيلى بأنه حالة خاصة جدا، فالحرب لا تتوقف، بالأسلحة فى ساحات المعارك أو الصراع الدبلوماسى على موائد المفاوضات، لكنها تمتد إلى البحث عن الحقائق التاريخية والآثار والمعلومات الضاربة فى عمق التاريخ، صراع امتد على مدار ٦٠ عاما ويبدو أنه مستمر وفقا لمقولة قديمة، وهى أنه صراع وجود وليس صراع حدود.
ورغم عدم قدرة العرب على عرض القضية بشكل جيد أمام العالم، فإن أقسى الانتقادات تأتى أحيانا من داخل البيت الإسرائيلى مثل المؤرخ والكاتب الإسرائيلى آفى شاليم، أحد رموز وقادة مدرسة المؤرخين الإسرائيليين الجدد، التى ظهرت فى بداية الثمانينيات، وتعد من أخطر الحركات الثقافية فى تاريخ الدولة الإسرائيلية، حيث تحارب فكرة الصهيونية بداية من هدم الكثير من الأساطير،التى قامت عليها الحركة الصهيونية بعرض الحقائق التاريخية للأحداث، وانتهاء برفض تحول الجندى الإسرائيلى إلى إرهابى يستخدم العنف ضد المدنيين الفلسطينيين لتحقيق أهداف سياسية.
وخلال الأيام الماضية أصدر «آفى شاليم» كتاب Israel and Palestine Reappraisals Revisions and» «Refutations «إسرائيل وفلسطين التفنيد وإعادة الرؤى»، الذى تعرض فيه للعلاقات الإسرائيلية الفلسطينية من خلال ٣ تواريخ اعتبرها الأكثر خطورة وتأثيرًا فى كل ما يليها من أحداث، وبالطبع كان عام ١٩٤٨ هو نقطة البداية.
ووصف شاليم قيام دولة إسرائيل فى هذا العام بأنه كان يحمل ظلما رهيبا للفلسطينيين، الذين وجدوا وطنهم يمحى من خريطة العالم لكن هذا الظلم كان يسير بمحاذاة ظلم آخر طالما عانى منه اليهود وبلغ ذروته أثناء المحارق النازية لليهود خلال الحرب العالمية الثانية، وكان لابد لليهود من البحث عن وطن يلجأون إليه وكانت فلسطين هى المكان الذى يجمع الشتات، بالطبع لا ننسى أن الكاتب فى النهاية إسرائيلى.
وتوقف الناقد إيان بلاك فى صحيفة «الجارديان» أمام هذه البداية باعتبار أن المؤلف تحدث فيها بصورة تقليدية مثل كل اليهود فى حين أن هذه الفكرة مرفوضة تماما بالنسبة للفلسطينيين وللعرب بصفة عامة، وحتى لو اضطروا للتعامل مع الإسرائيليين فهم يقومون بذلك على مضض، وينظرون إلى إسرائيل باعتبارها دولة استعمارية استيطانية لا تختلف عن المستعمرات التى أقامها الفرنسيون فى الجزائر أو الإنجليز فى جنوب أفريقيا.
وينتقل شاليم إلى مرحلة الستينيات ليتحدث عن تلك الفترة، التى خدم خلالها فى الجيش الإسرائيلى، وتحديدا عام ١٩٦٧ إذ اتضح المشروع الصهيونى الاستعمارى مع احتلال أراضى القدس الشرقية وقطاع غزة والجولان وسيناء بحجة حماية الحدود، لكنه يرصد أن الدافع كان تحقيق المشروع القديم لإنشاء إسرائيل الكبرى.
ثم يأتى عام ١٩٩٣ ولحظات المصافحة الشهيرة بين ياسر عرفات وإسحق رابين أثناء توقيع اتفاقية أوسلو للسلام، التى كان شاليم يعتبرها طوق النجاة لإنهاء حالة الصراع فى المنطقة، وإقامة دولتين إسرائيلية وفلسطينية، بل إنه كان يعتبر عدم اقتناع المفكر الفلسطينى إدوارد سعيد ببنود الاتفاق وعدم ثقته فى تنفيذ إسرائيل لها نوعا من التشاؤم، إلا أن مسار الأحداث أثبت صدق توقعات إدوارد سعيد فقد تم اغتيال رابين على يد متطرفين من الجناح اليمينى الإسرائيلى،
وصعد الإسلاميون عبر حركة حماس وتجدد الصراع بصورة أكثر دموية، وخلال السنوات الماضية تحولت إسرائيل إلى دولة إرهابية تنتهك القانون الدولى، وتمتلك أسلحة الدمار الشامل وتتوجه بعملياتها العسكرية تجاه المدنيين، وانهارت كل آمال شاليم التى علقها على اتفاقية أوسلو حتى إنه كثيرا ما يسأل نفسه على صفحات الكتاب من الصحيح؟ ومن المخطئ؟ ومتى ستسير الأمور بشكل جيد؟
كتاب إسرائيل وفلسطين الذى صدر بالإنجليزية حظى باهتمام إعلامى كبير ووصفه الكاتب البريطانى الشهير روبرت فيسك بأنه من أفضل الكتب التى صدرت فى السنوات الأخيرة لترصد العلاقات العربية والإسرائيلية فقليلا ما نجد مؤرخين مثل شاليم لديهم القدرة على مراجعة أنفسهم والصدق مع ذاتهم، بل إنه وصف الكتاب فى مقال بصحيفة «الاندبندنت» بأنه «دروس فى العدل والإنصاف»،
خاصة أنه أعاد خلال الكتاب تقييم أثر شخصيات سياسية وفكرية مثل ياسر عرفات، وآرئيل شارون، وإدوارد سعيد، وبينى موريس، وتحدث عن كثير من الفرص التى ضاعت لتحقيق السلام فى المنطقة.
ويعد آفى شاليم واحدا من أهم مؤرخى الصراع العربى الإسرائيلى ولا تعود شهرته إلى منصبه كأستاذ للعلاقات الدولية بجامعة أكسفورد، أو أنه من رواد حركة المؤرخين الجدد فى إسرائيل، لكن كذلك لجذوره العربية فقد ولد فى بغداد عام ١٩٤٥، وانتقل مع والديه إلى إسرائيل ثم سافر إلى إنجلترا لدراسة التاريخ، وعاد لينضم إلى الجيش الإسرائيلى خلال الستينيات وهى الفترة التى يعتبرها الأسوأ فى حياته لأنه كان يعتنق الصهيونية،
ويسعى لتحقيق أهدافها وسرعان ما ترك كل ذلك خلفه عائدا إلى لندن التى لا يزال يقيم فيها حتى اليوم وتفرغ لدراسة التاريخ وقدم عددا من الكتب، التى تناولت العلاقات العربية الإسرائيلية ويعد أشهرها «Iron Wall» الحائط الحديدى الذى صدر عام ٢٠٠١ وترجم للعربية.
واستوحى شاليم اسم الكتاب من أفكار زائيف جابوتنسكى أول زعيم صهيونى يعترف بأنه لا يتوقع أن يتخلى الفلسطينيون عن حقهم فى أرضهم لكن المرحلة الأولى من إقامة الدولة العبرية لا بد أن يتحقق فيها المخطط الصهيونى بالقوة من طرف واحد خلف جدار حديدى يعجز العرب عن هدمه.
المصدر موقع مصرى اليوم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس يونيو 03, 2010 9:51 pm من طرف هو فى ايه
» Fleet freedom and piracy Israeli occupier of a convoy
الخميس يونيو 03, 2010 9:49 pm من طرف هو فى ايه
» Realities of the Israeli occupier and his attack on the fleet of freedom, which went on to break the siege حقائق المحتل الاسرائيلى وهجومه على اسطول الحريه الذى ذهب لكسر الحصار
الخميس يونيو 03, 2010 9:39 pm من طرف هو فى ايه
» اسطول الحريه وفك الحصار
الخميس يونيو 03, 2010 9:29 pm من طرف هو فى ايه
» لعبة اعرف خيالك هيروح لفين
الإثنين فبراير 15, 2010 7:10 am من طرف هو فى ايه
» من تختار فى انتخابات القادمع للرئاسه
الجمعة يناير 29, 2010 2:01 pm من طرف عاشقة مصر
» الجدار الفولاذى المزعوم بين الحقيقة والخيال
الثلاثاء يناير 19, 2010 7:36 am من طرف هو فى ايه
» سؤال والاجابه على عزة والأنفاق رؤيه مصريه
الثلاثاء يناير 19, 2010 7:24 am من طرف هو فى ايه
» حقائق عن الحرب على غزه
الأحد يناير 17, 2010 9:36 pm من طرف عاشقة مصر