كتاب الإسلام ( القرآن الكريم )
صفحة 1 من اصل 1
كتاب الإسلام ( القرآن الكريم )
يتميز القرآن الكريم الذي هو الكتاب المقدس عند المسلمين بخصائص متعددة تجعل منه الكتاب الإلهي الذي يستحق أن يتبع, و من هذه الخصائص ما يلي: الخاصية الأولى: أنه الكتاب الخاتم للكتب الإلهية فلم ينزل بعده كتاب إلهي ، ولهذا تعهد الله بحفظه, أما الكتب السابقة التي أنزلها الله على أنبيائه السابقين فلم يرد الله استمرار العمل بها لكونها محدودة بزمن محدد إلى بعثة النبي التالي . الخاصية الثانية: أنه محفوظ بحفظ الله له لم يتعرض للتبديل والتحريف إذ أن مقتضى ختم الرسالات بالنبي الخاتم محمد - صلى الله عليه وسلم – أن بقي هذا الكتاب محفوظا بحفظ الله له ، لأن رسالته خاتمة قال تعالى:{ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون }(سورة الحجر:9), بينما الكتب السابقة, خصوصا التوراة والإنجيل, تعرض الكثير منها للتبديل والتحريف ، كما قرر ذلك بعض علماء أهل الكتاب أنفسهم ، بينما القرآن الكريم قد ثبت أنه لم يتعرض للتحريف والتبديل منذ أنزل على النبي محمد - صلى الله عليه وسلم – . وقد أقر بهذه الحقيقة عدد ليس بالقليل من الباحثين الكبار غير المسلمين, يقول الباحث الأمريكي مايكل هارت في كتابه المعروف (المائة الأوائل) :"لا يوجد في تاريخ الرسالات كتاب بقي بحروفه كاملاً دون تحوير سوى القرآن", ويقول في موضع آخر: "بين أيدينا كتاب فريد في أصالته وفي سلامته ، لم يُشكّ في صحته كما أُنزل ، وهذا الكتاب هو القرآن" . ويقول المستشرق بارتلمي هيلر :" لما وعد الله رسوله بالحفظ بقوله:{ والله يعصمك من الناس} ، صرف النبي حراسه ، والمرء لا يكذب على نفسه ، فلو كان لهذا القرآن مصدر غير السماء لأبقى محمد على حراسته !" . ويقول المستشرق (فون هامر) في مقدمة ترجمته للقرآن:"القرآن ليس دستور الإسلام فحسب، وإنما هو ذروة البيان العربي ، وأسلوب القرآن المدهش يشهد على أن القرآن هو وحي من الله ، وأن محمداً قد نشر سلطانه بإعجاز الخطاب ، فالكلمة لم يكن من الممكن أن تكون ثمرة قريحة بشرية". "القرآن وحي من الله ، لا يحده زمان ، ومتضمن للحقيقة المركزة" . ويقول البروفسور يوشيودي كوزان – مدير مرصد طوكيو – نقلاً عن كتاب (إنه الحق):" إن هذا القرآن يصف الكون من أعلى نقطة في الوجود … إن الذي قال هذا القرآن يرى كل شيء في هذا الكون ، وكل شيء مكشوف أمامه" . وبالرغم من وجود من كذّب بالقرآن من المستشرقين وقبلهم المشركون الأولون فليس لهم في تكذيبهم أي حجة وإنما هو النفي المجرد . الخاصية الثالثة: أن هذا الكتاب هو الذي لم يتضمن خبرا صريحا يخالف حقيقة علمية ثابتة من الحقائق الكونية التي اكتشفها البشر عن الكون في العصور المتأخرة ، وقد ألف المستشرق الفرنسي الطبيب موريس بوكاي كتابا ضمنه هذه الحقيقة بعنوانه:( الكتب الثلاثة المقدسة في ضوء العلم الحديث ) توصل في نهايته إلى حقيقة إلى أنه لا يوجد في القرآن الكريم ما يناقض حقيقة علمية. كان موريس بوكاي لديه اهتمامات مُسبقة بالمقارنة بين الأديان خاصة بعد تعلمه اللغة العربية إلا أن أشد ما أثر عليه في تأليف كتابه هذا هو عندما طلبت مصر من فريق فرنسي القيام بترميم جثة الفرعون "منفتاح" ابن رمسيس الثاني المعروضة في المتحف المصري وكانت المومياء قد تعرضت لتأثيرات أدت إلى تآكل أجزاء منها. قام بوكاي "أحد أعضاء الفريق" بفحص الجثة وترميم أجزاء منها بل أنه كذلك "وبمبادرة شخصية منه" قام بفحص أجزاء تساقطت عرضياً من المومياء فانتهى إلى استنتاج سبب موت الفرعون..!! أخبر فريق عمله ومساعديه بأن هذا الفرعون تَعَرّضَ لكدمات شديدة أدت إلى وفاته وأن نسبة الأملاح في جَسده عَالية مما يُرجح بشده وفاته غريقاً وأن أعوانه قاموا بتحنيط جثته بسرعة لحفظها..!! ظن موريس أن هذا الكشف سيُمثل سبقاً له إلا أن أحد مُساعديه المُسلمين أخبره بأنه ليس أول من اكتشف ذلك بل أن القرآن الكريم يتحدث عن موت فرعون غريقاً وأن جثته سيتم حفظها لكي تبقى آية للآخرين..!! صُعق موريس بهذه المعلومات؛ فهو يعلم أن التوراة تتحدث عن فرعون طارد موسى في البحر ولكن التوراة تُخبر بكلمات لا لَبس فيها أن ذلك الفرعون مات في البحر وأن جثته بقيت فيه؛ بينما القرآن يناقض هذه الرواية ويُخبر بأن الجثة أُخرجت وحُفظت فكيف علم القرآن بأن الفراعنة كان لديهم قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام علم التحنيط وهو الشيء الذي لم يَكْتشفه العلماء إلا في القرن التاسع عشر الميلادي. وإذا صدق خبر القرآن فإن ذلك يعني أن الفرعون "منفتاح" الذي قام موريس بفحصه هو فرعون الخروج الذي طارد اليهود..!! وأن القرآن هو كتاب منزل من عند الله. كل هذا جعله يقوم بمقارنة عدة نصوص بين الكتب المُقدسة ويدرس أوجه الشبه والاختلاف على ضوء العلم الحديث . يُثبت بوكاي أن الكتاب المُقدس على قلة موضوعاته العلمية فإنه يُخالف كل المَعارف العلمية التي توصل إليها الإنسان؛ بل إن المُشكلة تقع في روايات الكتاب المُقدس التي تتناقض مع نفسها والسبب "باختصار" أنها كُتبت بأُسلوب التجميع على مر العصور ولم تُحفظ فور نزولها عكس ما حدث مع النص القرآني. ثم يُعرج موريس في فصل كامل إلى الحديث عن القرآن والعلم ومن بعد ذلك يُقارن بين الروايات التاريخية للقرآن بالروايات التاريخية للكتاب المُقدس , إلا أن المؤلف يُنبه إلى أنه لن يُناقش محتوى النصوص عن كيفية تجلي الله للجبل أو كلام الله لموسى أو إحياء عيسى للموتى وغيرها من الأمور التي ذكرتها الكتب المُقدسة على أنها من المُعجزات ولا مجال لمناقشتها. و لكن النصوص التي تُخبر بأن خلق الشمس كان قبل سبعة آلاف سنة فأمر يُخالف العلوم الحديثة التي تُثبت بأن عمر الشمس لا يَقل عن خمسة آلاف مليون سنة..!! وكذلك النص الذي يتحدث عن خلق النباتات قبل الشمس فهذا يُناقض البديهيات العلمية التي تُخبر بأن نمو النباتات يَعتَمد بشكل كامل على ضوء الشمس..!! الخاصية الرابعة: إعجازه البلاغي ة العلمي و التشريعي: فقد تميز هذا الكتاب العظيم بأنه معجز في بلاغته فلم يستطع العرب الفصحاء أن يأتوا بمثله, فقد تحداهم الله عز وجل أن يأتوا بعشر سور من مثله ، وتحداهم أن يأتوا بسورة فقال تعالى: {وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } ( البقرة: 23). و مع حرص مشركي العرب على مخالفة النبي وتحديه وتكذيبه فلم يستطيعوا أن يأتوا بما يماثل هذا القرآن العظيم . وكل المحاولات التي سعى أصحابها للإتيان بمثله ، إنما كانت محاولات ساذجة لتقليد آيات القرآن نفسها وجاءت بصورة مضحكة ، كما حاول مسليمة الكذاب المتنبئ الذي ادعى النبوة في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم – وحاول تقليد القرآن فجاءت محاولاته مضحكة, مثل قوله: ياضفدع ياضفدعين نقي كم تنقين, ونحو ذلك من الهذيان الذي انتهى مع صاحبه ولم يبق له ذكر . وكما حاول بعض النصارى الذين تلاعبوا بالإنجيل وكتبوا نسخة مزيفة سموها الفرقان الحق قلدوا فيها شكل القرآن ، وسَمَّوا المقاطع باسم ( سورة ) تقليدا للقرآن ، مع أنه ليس في الإنجيل تسمية شيء منه باسم سورة ، وكذلك بدء كل مقطع بتسمية تقليدا للقرآن ، مع تغيير التسمية من ( بسم الله الرحمن الرحيم ) إلى باسم الأب والابن والروح القدس . وصياغة فقرات من الإنجيل على شكل الآيات القرآنية في تقليد ممجوج وتلاعب بكتابهم المقدس ، يؤكد عدم حرمة هذا الكتاب لدى أصحابه وضعف تأثيره في المسلمين و إلاّ لما احتاجوا إلى تقليد كتاب المسلمين القرآن في الشكل وصياغة المحتوى. وهذا نوع من التحريف للكتاب ذم الله به أسلاف هؤلاء من رهبان النصارى وأحبار اليهود حين حصل منهم ذلك في وقت تنزل القرآن الكريم . لكن أي عارف باللغة العربية يدرك الفرق الشاسع بين لغة القرآن الكريم التي بلغت الغاية في البيان والبلاغة وهذا التقليد الرديء الذي قام به هؤلاء المقلدون الضعفاء الذين تلاعبوا بكتابهم المقدس وحرفوه . |
هوبا 2010- مشرف
- عدد المساهمات : 32
تاريخ التسجيل : 01/06/2009
مواضيع مماثلة
» تحميل القرآن الكريم كاملا في 5 ثواني بصوت 28 شيخ
» تحميل كتاب مجاناً: روائع الإعجاز النفسي بمناسبة اقتراب رمضان
» تحميل كتاب مجاناً: روائع الإعجاز النفسي بمناسبة اقتراب رمضان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس يونيو 03, 2010 9:51 pm من طرف هو فى ايه
» Fleet freedom and piracy Israeli occupier of a convoy
الخميس يونيو 03, 2010 9:49 pm من طرف هو فى ايه
» Realities of the Israeli occupier and his attack on the fleet of freedom, which went on to break the siege حقائق المحتل الاسرائيلى وهجومه على اسطول الحريه الذى ذهب لكسر الحصار
الخميس يونيو 03, 2010 9:39 pm من طرف هو فى ايه
» اسطول الحريه وفك الحصار
الخميس يونيو 03, 2010 9:29 pm من طرف هو فى ايه
» لعبة اعرف خيالك هيروح لفين
الإثنين فبراير 15, 2010 7:10 am من طرف هو فى ايه
» من تختار فى انتخابات القادمع للرئاسه
الجمعة يناير 29, 2010 2:01 pm من طرف عاشقة مصر
» الجدار الفولاذى المزعوم بين الحقيقة والخيال
الثلاثاء يناير 19, 2010 7:36 am من طرف هو فى ايه
» سؤال والاجابه على عزة والأنفاق رؤيه مصريه
الثلاثاء يناير 19, 2010 7:24 am من طرف هو فى ايه
» حقائق عن الحرب على غزه
الأحد يناير 17, 2010 9:36 pm من طرف عاشقة مصر